نقشٌ على قبر | نونو جوديسي

نونو جوديسي

 

مات خيار الناس في الأوبئة

فرحل أناسٌ منهم إثر الطاعون

وراح غيرهم في الإنفلونزا المدعوّة رئويّةً

وهلك سواهم بالحمّى الروماتزميّة، أو الجذام

أو السلّ بنوعيه: الآجل والعاجل.

وهذا إن لم ينتحروا برصاص مسدّسٍ

أو شنقًا من أعمدة النور، أو قفزًا في نهر.

وثمّة لفيفٌ آخر ممَّنْ هجروا القلم،

أو شربوا حتّى فقدوا العقل،

أو سكتوا فجأةً، دون مذكّرةٍ تفسيريّة.

فكأنّ العيش اعتمد على أهون سبب:

بضع سطورٍ تتخربش في مُزَقٍ ورقيّة،

وعباراتٌ قد تتقفّى أو لا تتقفّى،

أو أفكارٌ... يمكن أن يستبقوها لأنفسهم.

لكنّي أقرأ ما كتبوه فأدرك حسرتهم.

الجمال لا يتجلّى للإنسان على نحوٍ يوميّ؛

ولا الكمال يبدو من شيم العالم. نعم:

أتسلّق درجات السلّم حتّى الذروة،

ومنها أرى المدينة رغم الجوّ العاصف.

ماذا يجري الآن، تحت الأسقف هذي؟

أيّ وباءٍ مُسْتَخْفٍ ألزم البيوتَ

مَنْ كانوا قبل قليلٍ يحلمون بالطيران؟

النصّ الأصل.

 

نونو جوديسي: وُلِدَ في منطقة "الغارفي" جنوب البرتغال عام 1949. درس فقه اللغات الرومانسيّة بجامعة لشبونة، ونشر ديوانه الأوّل "مفهوم القصيد" عام 1972. يكتب الرواية إلى جانب الشعر، كما ترجم شيكسبير وموليير وإميلي دكنسن إلى البرتغاليّة.

 

 

شريف بهلول

 

 

طبيب ومترجم مستقلّ من مصر، يهتمّ بترجمة الآداب العالميّة، عن الإنجليزيّة والفرنسيّة.